قصيدتان للاطفال الممرضه...اليتيم

قَصيدَتانِ للأَطْفَال

اليَتِـيم
شعر مصطفى ملح

يَجوبُ الشَّوارِعَ وَاللَّيْلُ مـأْواهْ بِلا أُسْـرَةٍ في العَواصِفِ تَرْعاهْ
وَحيدٌ ، شَريدٌ ، بِلا أُغْنِـياتٍ عَـنِ الحُبِّ تَسْمَـعُه أُذُنـاهْ
شَريدٌ أَنـا في الرَّصيفِ كَأَنّـي عَجُـوزٌ بِلا أَمَـلٍ أَوْ صَـلاهْ
كَـأَنَّ الأَزِقّـةَ بَيْـتٌ لَـهُ وَهَذي القُبُورُ المَلاعـينُ مَنْـفاهْ
وَبَيْنَ القُمـامَةِ يَمْضي اللَّيـالي فَـلا عِـطْرَ شَمَّـتْْهُ رِئَـتَاهْ
وَلا ثَلْـجَ فـي قِمَـمٍ عالياتٍ وَقَدْ أَبْصَـَرتْها هُناكَ .. عَيْـناهْ
تَسـاءَلَ : أَيْنَ أَبـي أَرْتـمي عَلى كَتِفَـيْهِ وَأَلْـثُمُ يُمْـناهْ
وَأَرْقُـدُ بَيْنَ يَدَيـهِ قَلِـيلاً فَتُشْـرِقَ مِـنْ فَرَحٍ شَفَتـاهْ
وَأَيْنَ الطُّفُـولَةُ .. أَيْنَ الحَكايا وَأَيْنَ لَيـالي الصِّبا .. أَيْنَ أُمَّـاهْ
وَكَيْفَ المَدامِـعُ جَفَّتْ إِلـهي وَأَيْـنَ القُلُوبُ الرَّحيمَةُ رَبَّـاهْ

الـمُـمَرِّضَة

وَقَفَتْ تُـداوي جُـرْحَ مَرْضاها بِعَزيـمَةٍ فـي النَّفْسِ لا أَنْساها
مِـثْلَ المَـلاكِ بِبَسْمَةٍ فَـيَّاضَةٍ ، لَمَعَتْ كَشَمْسٍ فـي ثَنايَاهـا
بَيْنَ الصُّفُوفِ تَسيرُ دُونَ تَوَقُّفٍ لا العَـجْزُ أَوْقـَفَها ولا أَعْياها
بِيَـدٍٍ تَجُسُّ مَريضَةً مَقـْرُورَةً فَتُحِسُّ أَنَّ العَـطْفَ أَحْـياها
نَسِيَتْ لأَجْلِ الآخَرينَ شُؤُونَها نَسِيَتْ لِأَجْلِ النَّـاسِ دُنْـياها
فَكَأَنَّها خُلِقَتْ لِخِدْمَةِ أَنْـفُسٍ قَدْ هَـدَّها يَـأْسٌ وَ أَضْـناها
اَللَّهُ بِالإيمـانِ يَحْرُسُ ظِلَّـها وَاللَّهُ بِالإِحْسـانِ يَرْعـاها
هِيَ زَهْرَةُ الدُّنْـيا بِكُلِّ حَديقَةٍ قَدْ فَـاحَ في الدُّنْـيا شَـذَاها
حُـورِيَّةٌ بَيْضـاءُ في أَثْـوابِها تَمْشي مُلَوِّحَةً ... بِيُمْنـَاها
قَكَـأَنَّ في كَلِماتِها أُنْشُـودَةً قَدْ ضَمَّها أَمَـلٌ .. فَغَنَّـاها