بسم الله الرحمن الرحيم................
ان احتمال وجود كائنات اخرى عاقلة غيرنا فى هذا الكون الشاسع وارد , وليس خرافة كما يتصورها البعض , ولكن السينما اساءت تقديم الفكرة بسبب المبالغة فيها , فاحتمال ان ياتى غزو من الفضاء ذات يوم الى الارض هو ايضا وارد وهذا ما جعل الحكومة الامريكية تنشأ برنامج (حرب النجوم) , فمن الطريف ان تفسد السينما الامريكية عقول شعبها وحكومتها الى الحد الذى تتصور هى نفسها فيه حدوث ذلك الغزو الوهمى للارض , ولكن هل احتمال ان يكون هناك حضارات اخرى قبلنا وارد؟ ! هذا سوف يجعلنا ان ناخذ جولة عبر الزمن لنستكشف هذا الامر....
فالبداية تكون هناك فى زمان غير معلوم والمكان هو المحيط الاطلنطى او ان شئت الدقة اعماق المحيط الاطلنطى : فهناك حسب ماتشير اليه الابحاث تكمن بقايا حضارة كانت موجودة يوما على سطح الارض , وقد بلغت من التقدم والرقى الى الحد الذى اطلق عليها (جنة الارض) , فهناك تكمن بقايا تلك القارة المفقودة .....قارة اطلانطس .
فاحتمال وجودها لم يكن ابدا مجرد فكرة حمقاء فقد تم بالفعل العثور على اطلالها فى قاع المحيط الاطلنطى , وقد تم اكتشاف شريحة اليكترونية يعود عمرها الى ما هو اكثر من سبعة الاف عاما , ولانه يوجد تشابه بين الحضارة الامريكية والافريقية من حيث الحيوانات التى يندر وجودها فى احداهما , او فى اية اثار موجودة فى كلاهما , اذا فقد كان هناك وسيط بين الحضارتين , وكان بمثابة معبر للتبادل بين الحضارتين , وكان هذا الوسيط هو تلك القارة المفقودة .........فان كان لم يتم العثور عليهم فعليا او العثور على سكان تلك القارة , فهم قد تركوا بصمة فى عالمنا , او على الاقل تركوا بصمة فى عقول الباحثين يسعون لاثباتها .
وننتقل الى زمان اخر ومكان اخر : ففى مصر وقبل الاف السنين نشات تلك الحضارة التى مازالت تبهرنا حتى الان , وبالرغم من التكنولوجيا التى وصلنا اليه فى عصرنا الان لم نتمكن من كشف اسرارهم ولا معرفة سر تحنيط موتاهم , ولا كيف تمكنوا من بناء تلك الابنية الشاهقة , ولا كيف حددوا مواقعها بهذه الدقة المتناهية ......فهنا على ارض مصر نشات الحضارة الفرعونية , والتى هى الان من اهم البقاع المضيئة فى علم الاثار ....فهؤلاء الفراعنة -لست ادرى كيف تمكنوا من كل هذا - تركوا بصمة فى عالمنا يكفى ان نذكر فقط الهرم الاكبر والذى تنتج حوله فقط الاف الكتب والتى تذكر اسراره التى لم يستطع العلم كشفها .
وننتقل مرة اخرى الى زمان اخر ومكان اخر , وهذه المرة فى قلب (كهوف تاسيلى) حيث تلك الرسومات الغامضة والتى تمثل رجالا ونساءا فى ازياء فضاء غريبة , ومعدات واجهزة غريبة جدا وتلك الرسومات زاهية الالوان رغم ان عمرها يقدر بالاف السنين , وكان من اهم التفسيرات التى قيلت عنها هى ثلاثة .
فالاول يقول: انه كانت هناك حضارة متقدمة على سطح الارض يوما ما , وقبل اندثار تلك الحضارة دخل احد سكانها تلك الكهوف ورسم هذه الرسومات , وكانهم يبلغوا من سياتوا بعده انهم كانوا هنا يوما.
والثانى يقول : انه اتى الى الارض سفينة فضاء بها مخلوقات عاقلة من كواكب اخرى , وهبطوا على الارض لسبب ما , ربما لدراسة اهل الارض او بسبب عطب فى سفينتهم , الا انهم عند رحيلهم تركوا بصمتهم داخل تلك الكهوف .
والثالث يقول: ان احد سكان اهل الارض راى سفينة فضاء تمر مقربة من الارض او هى كانت على الارض بالفعل , فاختبا داخل الكهوف وعند رحيلهم , رسم على جدران الكهوف ماراه.
اى من تلك التفسيرات هو اقرب الى الصواب ! لا نهتم الان , فهذا يعنى انه كان هناك من هم قبلنا , وايضا تركوا بصمتهم .
ومرة اخرى ننتقل عبر الزمن وهذه المرة ليست عبر الاف السنين , بل منذ زمان ولى قريبا , منذ زمان ترك فيه المسلمون بصمتهم فى اقصى الارض وادناها , تركوا بصمتهم فى المشرق والمغرب , وعلموا الدنيا كلها اصول الحياة وقواعد العلم , ولكن للاسف لم يدم ذلك طويلا فقد ضعفت النفوس امام الشهوات .
فبالرغم من ان الحضارة الاسلامية كان زمانها قصيرا بالنسبة لسابقيها الا انها تركت اوضح بصمة فى تاريخ الامم , واخرجت الى الدنيا رجالا لن يعودوا اليها ثانية .
اما الان فهل انت على استعداد ان تترك بصمتك فى الدنيا قبل رحيلك ؟ !,
مصطفى.